الزمـــــــــــن

الكل يشكو
الكل يشكو ويُصْدِرُ الآهات ويَسُب الأيام ويرفع الصرخاتِ
الكل يشكو من الحب والهوى والكل يسهر والعيون دامعاتِ
الكل يَدّعي أنّه مظلومٌ ومُهانٌ ويعيش في عالم الظلم والقساةِ
الكل يرجو الهروب من واقعه ويطلب العدل ويرجو النجاةِ
الكل يعتقد أنه على الحق، وأنه صادقٌ مخلصٌ، وحَسن الصفاتِ
الكل يَتّهمُ الآخرين بالخيانة والغدر والكذب ويرفع الصيحاتِ
أيها السائل... الغاضب... الشاكي يا مَن تعتقد أنكَ كامل الصفاتِ
كل منا طبعاً فيه نقصٌ وعيبٌ فلننتقِد أنفسنا ونحاسب الذاتِ
فَمَنْ أنت، ومَن أنا؟ لِنحكم على الآخرين ونُصدر القراراتِ
لِنَعُد في حُكمنا على الناس إلى الله ربنا خالق الكائناتِ
فهو خير حاكمٍ، وهو يعلم ما تخفي الأنفس من نياتِ
وهل يُعْقَلُ يا صاح أنّا جميعاً على الحق وليس فينا مِن جُناةِ
إذا كانت كل الناس تشكو الظلم... فَمَن عساهُ يا ترى
يَظْلِمُ الآخرين في هذه الحياةِ.؟